انخفاض معدلات البطالة مقابل زيادة حوادث الطرق
التوك توك وسيلة النقل الأكثر انتشاراً بالمنيا
«التوك التوك»، وسيلة نقل منتشرة فى كل أرجاء محافظة المنيا، وفرت الكثير من الوقت والجهد عند البسطاء، لكن هذا لا يمنع من ظهور عدة سلبيات لهذه الوسيلة التى يعتبرها البعض غير آمنة وتهدر الكثير من موارد الدولة متمثلة فى الحصول على وقود مدعم من المحطات دون ترخيص، وكذا ارتفاع نسبة حوادث الطرق الزراعية، وظهور المواقف العشوائية، وإحداث فوضى واختناقات بشوارع المدن.
مركز بنى مزار يتصدر مراكز محافظة المنيا التسعة، من حيث انتشار مركبات التوك توك وجميعها غير مرخصة، ويقول محمد عبدالنعيم إن التوك توك ظهر بالمركز قبل نحو 10 سنوات، ووفر مئات من فرص العمل للشباب العاطل، فمعظم من يقوده من الحاصلين على مؤهلات عليا ومتوسطة، لم يجدوا فرص عمل فى المصالح الحكومية أو القطاع الخاص، وبعض الشباب اعتبروه مشروع حياتهم، حيث قاموا باقتراض مبالغ ماليه من البنوك أو الاقتراض من معارفهم وأقاربهم لشراء التوك التوك والعمل عليه، بدلاً من التسكع فى الشوارع والانحراف أو الجلوس على المقاهى والغرز.
«قناوى»: كروت وقود لأصحاب التوك توك بالتنسيق مع وزارتى المالية والتموين.. و«صفاء»: وسيلة مواصلات أساسية لسهولة دخوله الحوارى.. وأجرته معقولة
ويضيف حمادة عبدالله أنه قام بشراء توك توك مستعمل قبل 3 أعوام بمبلغ 14 ألف جنيه، وأنه لا يمانع فى ترخيصه والسير بشكل قانونى، لأنه يتعرض للكثير من المضايقات من قبل رجال المرور فى حالة السير على الطرق الزراعية مثل طريق مصر- أسوان، لافتاً إلى أن معظم الزبائن يطلبون منه التوجه بهم لمناطق حيوية، بها المدارس والمصالح الحكومية والأسواق، وفى حالة رفضه فسوف يقف حاله عن العمل، مشيراً إلى أن إيراد التوك توك يومياً لا يقل عن 100 جنيه، وهذا المبلغ يكفى لسد احتياجات أسرته البسيطة، لكن بين الحين والآخر يتم شن حملات أمنية، لاعتراض وسحب مركبات التوك توك التى يعمل عليها المئات لأنها تعمل دون ترخيص، وهذا يضر بالفقراء والغلابة.
وفى مركز أبوقرقاص، تقول صفاء محمد إن التوك توك أصبح وسيلة مواصلات أساسية يعتمد عليها الجميع نظراً لسهولة دخوله فى الحوارى والأزقة والأماكن الضيقة، كما أن أجرته معقولة، حيث إن التوصيلة لأى منطقة داخل زمام مدينة أبوقرقاص لا تتجاوز 4 جنيهات، لكن للأسف هناك بعض المساوئ فى هذه المركبة منها التسبب فى وقوع العديد من الحوادث بالطريق الزراعى مصر- أسوان، لأن معظم من يقوده من الصبية وأحياناً أطفال مندفعون ومتهورون دون سن العاشرة، كما أن بعضهم تصدر منه سلوكيات وبذاءات مخجلة مثل التحرشات اللفظية والمعاكسات للبنات أمام المدارس، وأحياناً يستخدم التوك توك فى وقائع النشل وخطف حقائب النساء، خاصة أنه لا توجد عليه لوحات معدنية وبالتالى فى حالة الإبلاغ عن واقعة سرقة يتعذر ضبط المتهمين لصعوبة الوصول لهم.
«علاء»: مساوئ التوك توك أكثر من إيجابياته.. وأطالب بتقنين وضعه ومراقبته
وفى مركز المنيا، يقول عاشور مرعى، إن أهالى القرى المتطرفة والنائية يعتمدون على التوك توك بشكل أساسى، خاصة أن هناك عزباً ونجوعاً وتوابع ليس لها وسائل مواصلات تعمل بشكل مستمر، ومنها عزبة أبوحنس حيث يعتمد الأهالى بشكل مباشر على التوك توك لنقل التلاميذ إلى المدارس الكائنة بقرية البرجاية المجاورة، ونجد خطراً يداهم الأطفال هو أن مركبات التوك التوك وهى غير مرخصة يقودها صبية وأطفال غير حاصلين على رخص قيادة، بل إنهم يقودون هذه المركبات بجنون وتهور وكثيراً ما تقع حوادث انقلاب تسفر عن وقوع إصابات متعددة، كما نجد فى عزب المجيدى والفاشنية والتل يعتمد التلاميذ بشكل أساسى على التوك توك للوصول إلى المدارس الكائنة بقرية صفط اللبن، زهرة، والإسماعيلية، ويقود التوك توك صبية معظهم يتعاطون المواد المخدرة.
أما علاء إبراهيم من أهالى مركز مطاى، فيرى أن مساوئ التوك توك أكثر من إيجابياته رغم أنه وسيلة البسطاء، وقال: لا أطالب بالقضاء عليه، لكن يجب تقنين وضعه ومراقبته، فأحياناً يستخدم فى ارتكاب جرائم ومنها نقل المواد المخدرة وترويجها بين القرى، واستخدامه فى بعض وقائع السرقة وخطف الحقائب، لافتاً إلى أن الطريق الدائرى بمركز مطاى يشهد يومياً وقوع العديد من الحوادث بسبب رعونة قائدى التوك توك، الذى يقوده أطفال، ليس ذلك فقط بل إنه فى حالة ظهور أزمة وقود تتكدس هذه المركبات بالمحطات، وتقوم بـ«التموين» أكثر من مرة، ثم تفريغ التنكات لبيعها فى السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
وأشار اللواء جمال قناوى، الرئيس السابق للوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط بالمنيا، إلى أنه قبل نحو 7 أشهر، وردت تعليمات بحصر جميع مركبات التوك توك استعداداً لترخيصها وتقنين أوضاعها، وسبق الإعلان عن استخراج كروت وقود لأصحاب التوك توك، بالتنسيق مع وزارة المالية والتموين، موضحاً أن الوحدة المحلية بالتنسيق مع لجان من وزارة المالية، كانت تتلقى الأوراق الخاصة باستخراج كروت الوقود، لأصحاب التوك توك، وهى مستند إثبات ملكية المركبة، ونموذج لإثبات رقم الشاسيه، وصورة البطاقة الشخصية، وأن الكمية التى سوف يحصل عليها أصحاب التوك توك يومياً من الوقود غير محددة، وذلك بهدف عدم لجوء سائقى التوك التوك للسوق السوداء للحصول على الوقود، وتيسيراً عليهم ومراعاة للبعد الاجتماعى.