عباس الطرابيلى: "أقليات الوطن العربى"
عباس الطرابيلى
قال الكاتب الصحفي عباس الطرابيلى في مقاله له نشرتها جريدة الوفد تحت عنوان "أقليات الوطن العربى" إنه "لماذا يلعب الأعداء دائماً علي أوتار الأقليات، ليس فقط في مصر وحدها، ولكن في كل الوطن العربي، وهذه المنطقة تعيش فيها أقليات عديدة ومتنوعة، والبعض يعتبرها ألغاماً جاهزة للانفجار، بل منها ما انفجر، ومنها من هو علي وشك الانفجار".
وأضاف الطرابيلى "إذا كان في مصر مع المسلمين، أشقاء مسيحيون، ولكن وطنيتهم حافظت علي انتمائهم للوطن، وفي لبنان نجحوا فترات في احتواء هذا التعدد بين مسلم سني ومسلم شيعي.. مع أرمن وأروام وكاثوليك، وأكراد وشركس، ولكن وقفت هذه الظاهرة ـ أحياناً أخري ـ عقبة أمام التوحد الوطني المطلوب، وبالذات في زمن الأزمات، وفي سوريا هناك أغلبية مسلمة، وأقلية علوانية شيعية، ومنهم الأسرة الحاكمة الآن في سوريا ومركزهم في منطقة اللاذقية وما حولها وأيضاً هناك أكراد وشركس، وأيضاً مسيحيون، مع نسبة كبيرة من الدروز يتمركزون في منطقة الجولان، وفي الجنوب منهم، في شرق الأردن، بجانب المسلمين، هناك أيضاً من المسيحيين، بل وكذلك من الأكراد والأتراك والشراكسة، ولهم نسب يمثلونهم في البرلمان الأردني، وأحياناً لهم نصيب في المواقع الوزارية".
موضحا: "ولم ينج شمال افريقيا، هناك الأمازيج، الذين يطلق عليهم أحيانا اسم البربر، رغم انهم من ذوي الشعر الأصفر والعيون الزرقاء أحياناً ـ وقد اعترفت لهم الخلافة العلوية في المغرب بكيانهم واعتبروا لغتهم لغة رسميةـ بعد العربية ـ تدرس في المدارس ولهم فنونهم وغناؤهم وملابسهم بل وتزوج منهم بعض ملوك المغرب. الأمازيج ينتشرون شرقاً في الجزائر، وبالذات في جبال أطلس. ومنهم من يعيش في تونس، بل منهم من يعيش عندنا ويتمركزون بالذات في واحة سيوة وغيرها من الواحات ويتكلمون الأمازيجية فيما بينهم ـ داخل مصر!".
مختتما: "ولا ننسي وجود نسبة كبيرة غير السنة في اليمن وسلطنة عمان من زيديين وإباضيين، ووجود تعايش سلمي طبيعي في المنطقة الشرقية من السعودية وفي مملكة البحرين، فهل يريد الأعداء تحويل المنطقة كلها إلي بلقان جديد، وألا يكفي تقسيم دولة يوغوسلافيا ـ أيام تيتو إلي العديد من الجمهوريات من صرب وكروات وبوسنة وغيرها، ووصلت الأمور إلي صراع جيوش وسقوط مئات الألوف قتلي وجرحي!".