جلال دويدار في مقال: "أخيرا جاء فرج الله.. بإقرار قانون الاستثمار"
جلال دويدار
قال الكاتب الصحفي جلال دويدار، في مقال له نشرته جريدة "الأخبار"، تحت عنوان "أخيراً جاء فرج الله.. بإقرار قانون الاستثمار" إنه "أخيرا وبعد طول انتظار وإثارة العقبات من جانب الذين لا يهمهم الصالح الوطني جاءت الهداية من عند الله بالموافقة علي قانون الاستثمار الذي يعد عاملاً مهما للخروج من أزمتنا الاقتصادية، سوف يتم بعد إعلان اقرار هذا المشروع من مجلس الوزراء المبجل احالته إلي مجلس النواب ثم مجلس الدولة تمهيدا لإصداره، ليس من تعليق علي هذه الخطوة التي بُشرنا بها أكثر من مرة علي لسان وزيرة الاستثمار داليا خورشيد سوي الدعاء أن ينتع الله مجلس الوزراء لإنهاء العديد من القوانين التي يرتبط انجازها بهذا الصالح الوطني الذي لا حول له ولا قوة، الحقيقة أنني في حيرة ويتملكني التعجب عن الأسباب التي عطلت إصدار هذا القانون الحيوي لأكثر من ثلاث سنوات".
وأضاف: "ليس من تفسير لهذا التعطيل وما يتم وصفه من معوقات لإجهاض عملية إصداره سوي أن قيادات الأجهزة التنفيذية في دولتنا تمارس هواية العيش في جزر منعزلة لا علاقة لها بما يحقق المصلحة العامة للوطن، إنهم ومن خلال الصراع والترهيب يعملون علي ضمان سيطرتهم علي الوسية التي تم خلعها عليهم بالإصرار علي معارضة أي اجراء يمس هيمنتهم وسلطتهم من قريب أو بعيد ووضع العقبات المريبة التي تخدم أهدافهم. انهم يعمدون إلي تغطية ذلك بادعاء الحفاظ علي حقوق الدولة بينما هم في الحقيقة يحافظون علي مصالحهم ومصالح حواشيهم، هذه المسرحية المأساوية المتواصلة تجري فصولها دون أي ضابط أو رابط نتيجة غياب السيطرة علي سلوكيات أصحاب هذه الوسيات الحكومية، يدخل في إطار السلوك غير السوي كل المسئولين في الوزارات ذات الصلة بركائز الاستثمار بممارساتهم السلبية التي توفر الأجواء الطاردة للإستثمار".
وأوضح الكاتب الصحفي أنه "لابد أن يكون هذا القانون- الذي طال انتظاره - كاملاً ومتكاملاً وواضعا في الاعتبار كل شكاوي المستثمرين. لا معني لإصداره سوي أن يكون هناك موقف وقرار حاسم من القيادة السياسية تجاه التشابك والتصارع بين السلطات، ليس قانون الاستثمار وحده الذي يتعطل صدوره بسبب الصراعات التي يثيرها الوزراء ورؤساء المصالح والهيئات ممن لا يهمهم مصلحة هذه الدولة وإنما هناك العديد من القوانين التي تواجه نفس هذا المصير".
واختتم مقاله قائلا: "إن معاناة مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا إلي جانب اضعاف موقفها في مواكبة الضغوط التآمرية تتركز في هذه البيروقراطية المخزية التي تمارس نشاطها لصالح تفشي ظاهرة الفساد، لا سبيل لخروج مصر من أزمتها ومحنتها إلا بالقضاء عن هذه الروح الفاقدة للمسئولية في إدارة شئون هذا البلد، هذا يتطلب عدم الاستسلام لمزاعم المنتفعين والمستفيدين حتي يستمر الحال المايل الذي نحن عليه، إن ما نحتاجه هو القرارات الشجاعة الجريئة التي تحقق النقلة النوعية التي نستحقها للنهوض والانطلاق إلي آفاق الازدهار الذي نتمناه".