«أبنوب» تعيش ليلة دامية بعد مصرع شاب فى مواجهات بين الشرطة والأهالى
شهد مركز أبنوب بمحافظة أسيوط ليلة دامية نشبت خلالها اشتباكات بين الشرطة والأهالى إثر مقتل شاب يدعى محمد صلاح أطلق عليه ضابط شرطة النار بسبب تجمهر عدد من الأهالى أمام المركز عقب القبض على عدد من المتهمين بتهمة حيازة سلاح.
وكان قد ورد لمديرية أمن أسيوط إخطار يفيد بمصرع محمد صلاح عطية، 21 سنة، حاصل على دبلوم إثر إصابته بطلق نارى فى الرأس، وبسؤال شقيقه كريم اتهم الضابط محمد جمال بقوات أمن مركز شرطة أبنوب بإطلاق النار عليه، وإصابته بطلق نارى فى الرأس أودى بحياته.
وتجمهر الأهالى أمام مركز الشرطة، وألقوا الحجارة على سيارات الأمن، وعلى إثر ذلك انتشرت تشكيلات أمنية فى الشوارع، وأخذت فى إطلاق القنابل المسيلة للدموع صوب المئات من أهالى أبنوب الغاضبين الذين تجمعوا فى شوارع جانبية، وشوهدت النيران تشتعل فى سيارتين تابعتين للقوات الخاصة، وطافت المدرعات الشوارع، وألقت القنابل المسيلة للدموع، وسُمع دوى إطلاق نيران كثيف.
وبعد اشتعال الأحداث ترك سكان الشوارع المجاورة لمركز شرطة «أبنوب» منازلهم، بسبب كميات الأدخنة المتطايرة جراء الإطلاق المستمر للقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة كثير منهم خاصة الأطفال باختناق، وأغلقت المحلات التجارية والصيدليات والمقاهى فى مركز «أبنوب» أبوابها.[FirstQuote]
وتحولت الشوارع المحيطة بالمركز إلى ثكنة عسكرية، ودفعت قوات الأمن بتعزيزات أمنية جديدة، وفرضت كردونا أمنيا فى محيط مركز الشرطة.
من جانبه قال اللواء أبوالقاسم أبوضيف، مدير أمن أسيوط إن الأهالى اعتدوا على النقيب «محمد جمال» معاون مباحث المركز أثناء توجهه للاستراحة الخاصة به، بعد أن اعترضوا طريقه واعتدوا عليه محاولين سرقة سلاحه الميرى، ما اضطره لإطلاق أعيرة نارية فى الهواء أصابت أحد الأهالى، ما أدى إلى وفاته.
وأضاف «يأتى هذا على خلفية القبض على أحد المتهمين فى حملة تنفيذ أحكام شنتها مباحث مركز أبنوب، واقتياده لمركز الشرطة، الأمر الذى أثار حفيظة الأهالى، وتجمهروا حول القسم للمطالبة بالإفراج عنه».
من جانبه قال كريم صلاح، الشقيق الأكبر للقتيل «لن أترك دم شقيقى وسنأخذ بالثأر، ولو حتى بعت هدومى، وشقيقى قتل غدرا ودون ذنب».
ويروى القصة قائلا «محمد كان راجع من السوق، وراح عند بيت عمى، وفوجئ بالشرطة تلقى القبض عليه بتهمة حيازة سلاح، وبعدها ذهبنا نحن وعدد كبير من الأهالى إلى المركز، وفوجئنا بالضابط محمد جمال يخرج من المركز، ويطلق أعيرة نارية تجاهنا أصابت إحداها أخى فى رأسه، وأسرعنا به إلى مستشفى أبنوب، وتم تحويله لمستشفى الجامعة، وتوفى هناك، وقوات الأمن عندما رأت أخى ملقى على الأرض أشعلت النيران فى سيارة شرطة، واتهموا الأهالى بإشعال النيران حتى يتم إلهاؤهم عن قتل أخى».
وتبكى والدة القتيل وتصرخ قائلة «ياريت الضابط كان قتلنى وترك ابنى لشبابه، محمد كان فرحة البيت كله».[SecondImage]
ويقول والده «إحنا ناس غلابة، وولدى عمره ماجابلى مشكلة مع حد».
من جانبها أصدرت القوى السياسية فى المركز بياناً أدانت فيه الشرطة وتعاملها العنيف مع الأهالى، وطالبت بالقصاص العادل من القاتل الضابط، وأكدت تقديمها بلاغاً إلى النائب العام ضد التعامل العنيف من قبل الأمن.