عصابة حمادة قتلت مدرس سعودى بالهرم عشان تسرق فلوسه : «كنا هنبعت له بنت شمال.. قلنا نقتله أحسن»
المتهمون بقتل المدرس السعودى
لم يكن هناك مفر.. قرر السايس تحقيق حلمه فى الثراء بضربة واحدة، اختار فريسته، مدرس سعودى ثرى، جمع 5 من أصدقائه لتنفيذ حكم الإعدام فيه داخل شقته فى منطقة الهرم ثم سرقته.. أعد الخطة بعد ترتيب طويل، 3 أيام من التفكير والتخطيط، ثم راقبوا المجنى عليه جيداً ونجحوا فى تنفيذ الجريمة فى ساعة ونصف، وسرقة 94 ألف جنيه وهاتف محمول من المجنى عليه بعد قتله داخل شقته «خنقاً» بـ«إيشارب» حريمى.. تفاصيل تلك الواقعة وفقاً لتحريات المباحث وتحقيقات النيابة واعترافات المتهمين جاءت كالتالى:
قبل التنفيذ جلس المتهمون الستة فى قطعة أرض فضاء عبارة عن جراج بمنطقة الهرم.. المتهمون تربطهم علاقات صداقة.. السايس «حمادة» هو القائد، اجتمعوا للاتفاق على سرقة وقتل المجنى عليه خليل إبراهيم عبدالله العمرانى، 52 سنة، مدرس بالمعاش «سعودى الجنسية»، بعد 3 ساعات من التدبير والتخطيط.. كان بعضهم قد عرض فكرة توثيقه وسرقته بالإكراه.. والبعض الآخر عرض فكرة أخرى وهى إرسال فتاة ليل تستدرجه ثم تسرقه عقب دخولها الشقة، لكن فى النهاية قال «حمادة» كلمته: «لازم يموت.. غير كده لعب عيال».
ألقى «حمادة» كلمته ووافق الجميع على تنفيذ العملية عن طريق القتل ثم سرقة الضحية عقب صعوده إلى شقته بالطابق الرابع بالعقار رقم 14 بشارع حسن القطش فى منشأة البكارى بمنطقة الهرم.
بدأ المتهمون فى تنفيذ الجزء الأول من الخطة، وهى مراقبة المجنى عليه، وتبين لهم أن المجنى عليه يخرج من شقته بشكل يومى عقب صلاة العشاء ويتجه إلى الكافيهات فى منطقة الهرم والمهندسين، لعزف الموسيقى حيث إنه يعشق عزف الموسيقى، والسهر مع عدد من أصدقائه، ويعود مرة أخرى إلى الشقة فى أوقات متأخرة من الليل.
بعد 3 أيام من المراقبة.. اتفق المتهمون على ساعة الصفر.. يوم الخميس من الأسبوع قبل الماضى، فعقب وصول المجنى عليه إلى العقار الذى يقيم فيه، أجرى «حمادة. م» 32 سنة، سايس، المتهم الرئيسى فى الواقعة والعقل المدبر للحادث، اتصالاً هاتفياً بكل من «محمود. أ» 20 سنة، طالب، وشهرته «أجنبى»، و«أحمد. ع» 26 سنة، عامل، وشهرته «أدا»، اللذين انتظرا الضحية أمام باب شقته، وظلا متربصين على السلم فى انتظاره، وعقب خروجه من الأسانسير ولدى فتحه باب الشقة، انقضا عليه وأدخلاه الشقة، وكتما أنفاسه حتى سقط على الأرض، ثم قاما بخنقه بـ«إيشارب» حريمى ملك لزوجة المتهم الأخير، حتى لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة فى الحال.
صعد المتهمان الرابع والخامس وهما «إسلام. ج» 20 سنة، طالب، وشهرته «شيتوس»، و«حسام. ا» 19 سنة، حداد، إلى الشقة بعد مقتل الضحية، للبحث عن الأموال، وتمكنوا من الاستيلاء على مبلغ 95 ألف جنيه و4 آلاف ريال سعودى، وتمكن المتهمون من الهرب، واتفقوا على الاختفاء تماماً عن الأنظار وعدم مقابلة كل منهم الآخر حتى لا ينفضح أمرهم.
بعد مرور 3 أيام على الحادث انبعثت رائحة كريهة من شقة المجنى عليه، فقام الجيران بإبلاغ المباحث، وعلى الفور انتقل فريق من مباحث الجيزة، تحت إشراف اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد بهاء الدين سالم مفتش مباحث الهرم، إلى مكان البلاغ وتبين أن الجثة لمدرس سعودى الجنسية يدعى خليل إبراهيم، وبالمعاينة تبين إصابة المجنى عليه بكسور فى الضلوع وسحجات حول الفم وآثار خنق، وتبين سلامة نوافذ الشقة، ووجود بعثرة فى محتويات الشقة، وعلى الفور تم إخطار اللواء جمال عبدالبارى مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، الذى أمر بتشكيل فريق بحث وتحرٍ أشرف عليه اللواء هشام العراقى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث، وفى أقل من 24 ساعة توصلت قوات الأمن إلى أن وراء ارتكاب الواقعة، سايس يعمل فى جراج بالقرب من العقار الذى يقيم فيه المجنى عليه، وتبين للعميد بهاء الدين سالم مفتش المباحث أن المتهم هارب من جناية وسبق اتهامه، فى قضايا جنائية، وبمناقشته أنكر فى بداية الأمر وبتضييق الخناق عليه اعترف بالتخطيط لقتل المجنى عليه لسرقته بسبب مروره بضائقه مالية، واعترف على باقى المتهمين، وتم استئذان النيابة العامة، وانطلقت قوة من المباحث تحت قيادة اللواء محمود خليل نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية، والعميد درويش حسين رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، وتمكنت القوات من ضبط باقى المتهمين، وإعادة المسروقات وتبين أن المتهم الثانى قام بإخفاء المبلغ لدى خطيبته، وتم تحريز المسروقات. أمر اللواء هشام العراقى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بالتحفظ على المتهمين وتسجيل اعترافاتهم، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطر المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وباشر التحقيقات مع المتهمين فريق من نيابة حوادث جنوب الجيزة، تحت إشراف المستشار عبدالحميد الجرف رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، وقررت النيابة تشريح جثة المجنى عليه وإخطار السفارة بتفاصيل الواقعة، وحبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات بعد تسجيل اعترافاتهم بالصوت والصورة أثناء تمثيلهم الجريمة، واستعجلت النيابة تقرير الطب الشرعى الخاص بالمجنى عليه، تمهيداً لإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة.