تصفية إرهابى حاول ذبح «رقيب» يؤمّن كنيسة بمصر الجديدة
الكنيسة التى حدثت أمامها الواقعة
بدأت نيابة حوادث شرق القاهرة، بإشراف المستشار محمد سيف، مدير النيابة، أمس، تحقيقاتها فى واقعة مقتل أحد عناصر جماعة الإخوان «الإرهابية» على أيدى أمين شرطة من القوة المكلفة بتأمين كنيسة «سانت فاتيما» بميدان هليوبوليس فى منطقة مصر الجديدة، بعدة طلقات نارية أثناء قيامة بمحاولة ذبح زميله المُعين معه على تأمين الكنيسة، وأسفر الحادث عن إصابة الرقيب الآخر بجرح غائر أسفل الأذن، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج، والتحفظ على جثمان الإرهابى تحت تصرف النيابة العامة، التى انتقلت على الفور إلى مسرح الواقعة وأجرت معاينة لجثة الإرهابى وتبين أنه أحمد هلال الأتربى، 19 سنة، ومقيم بمنطقة الزيتون ومصاب بعدة طلقات نارية فى البطن والصدر.
وكلّفت النيابة العامة الأمن الوطنى بإجراء التحريات حول الواقعة وملابساتها، كما أمرت بالتحفظ على كاميرات الكنيسة والمحلات المجاورة لها، للتحقق من وجود متهمين آخرين فى الحادث من عدمه.
القتيل أصاب شرطياً بجرح غائر أسفل الأذن.. وموظف «سكران» يقتحم كميناً بمصر القديمة ويصيب معاون المباحث.. وشهود عيان: المجنى عليه كان يردد كلاماً جهادياً أثناء الاعتداء على فرد أمن كنيسة سانت فاتيما
كما أمرت النيابة بالتحفظ على سلاح رقيب الشرطة المستخدم فى الواقعة، ونقل جثة المتوفى إلى مشرحة زينهم للتشريح، وصرحت بالدفن، فيما انتقلت النيابة العامة للمستشفى واستمعت لأقوال رقيب الشرطة المصاب ويدعى أشرف أحمد محمود الجرف، من قوة قسم شرطة النزهة، وكشف الطب الشرعى عن أن جثمان الإرهابى مصاب بـ3 طلقات نارية، تاركة وراءها فتحتى دخول وخروج، من سلاح نارى «طبنجة 9 ملى».
وقال المصاب إنه فى نحو الساعة الخامسة والربع صباحاً أثناء وجوده فى المكان المخصص له وزميله بالجلوس لحراسة كنيسة سانت فاتيما، طلب منه زميله أن يذهب لقضاء حاجته، وأثناء وجوده بمفرده فوجئ بشخص ملثم يهاجمه حاملاً فى يده سلاح أبيض «مطواة»، ومردداً بعض العبارات غير الواضحة، وأثناء قيامه بشد أجزاء السلاح للتعامل معه قام الإرهابى بطعنه بالمطواة، ليطلق زميله الرقيب الآخر عدة طلقات تجاه الإرهابى وسقط فى الحال، وتم نقله إلى المستشفى بواسطة سيارة أحد المواطنين الموجودين فى مكان الواقعة.
وبسؤال عدد من شهود العيان بالمنطقة وصاحب السيارة الملاكى الذى نقل رقيب الشرطة المجنى عليه، أيدوا كلامه، وأضافوا أنهم سمعوا الإرهابى يردد كلاماً جهادياً، وأكدوا أن أمين الشرطة الذى أطلق الرصاص على الإرهابى كان يقف على بُعد خطوات من المتهم أثناء تعديه بسلاح أبيض على رقيب الشرطة الآخر «المصاب».
وقال مصدر أمنى بمديرية أمن القاهرة لـ«الوطن» إن قوات الأمن فرضت فور وقوع الحادث كردوناً أمنياً بميدان هليوبوليس فى مصر الجديدة، كما جرت عملية فحص لأجهزة كاميرات المراقبة بالمنطقة لمعرفة ما إذا كان هناك معاونون للإرهابى، كما انتقل اللواء عبدالعزيز خضر، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بالقاهرة، واللواء مراد القطان نائب مدير الأمن لقطاع الشرق، واللواء أمجد إبراهيم مساعد فرقة الشرق، والعميد نبيل سليم رئيس مباحث قطاع الشرق، والمقدم محمد مكاوى رئيس وحدة المباحث، لمكان الواقعة، وتم التحفظ على الجثة وتمشيط المنطقة. وكشف المصدر عن أن الإرهابى غير مسجل جنائياً ولم يسبق اتهامه فى قضايا جنائية، وأن فريقاً من ضباط الأمن الوطنى انتقل إلى منطقة الزيتون لفحص أسرة القتيل والتحقيق معهم وجمع التحريات حول مدى تورط الإرهابى القتيل فى عمليات أخرى مع تنظيم الإخوان خلال أحداث العنف التى شهدتها البلاد سابقاً. فى حادث ثانٍ، اقتحم «موظف» كمين شرطة بمنطقة مصر القديمة، أمس، مما أسفر عن إصابة ضابط مباحث «قائد الكمين»، وتبين من التحريات التى أشرف عليها اللواء عبدالعزيز خضر مدير مباحث القاهرة، أن المتهم كان فى حالة «سُكر» ودهس الضابط الذى أصيب بكسور وكدمات متفرقة بالجسم وتم نقله إلى المستشفى.
حُرر محضر بالواقعة وأخُطر المستشار هشام حمدى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، الذى أمر بالتحقيق فى الواقعة، وانتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة مكان الحادث، وتم التحفظ على سيارة المتهم، وتبين تهشم سيارة تابعة للشرطة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة.
كان اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، تلقى إخطاراً من مأمور قسم مصر القديمة يفيد بأنه تم تكليف قوة من المباحث، تحت قيادة النقيب محمود عبدالمعبود، معاون مباحث القسم، لتأدية واجبات عملهم لتأمين الشارع وضبط الخارجين عن القانون والهاربين من أحكام جنائية، والتصدى لتجار المخدرات والتشكيلات العصابية المتخصصة فى سرقة السيارات، وأوضح الإخطار أنه تم إعداد كمين ثابت بطريق الكورنيش لفحص قائدى السيارات، وأثناء عمل رجال الكمين فى تمام الساعة الخامسة فجراً، فوجئوا بسيارة ملاكى يقودها موظف بسرعة جنونية، وتقتحم كمين الشرطة، مما أسفر عن إصابة النقيب محمود عبدالمعبود.
وانتقل فريق من مباحث جنوب القاهرة، بقيادة العميد هشام قدرى، رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة، والعقيد عبدالعزيز سليم مفتش مباحث مصر القديمة، والمقدم أحمد سمير رئيس المباحث، وتبين من التحريات أن المتهم يعمل موظفاً فى إحدى الشركات، وكان فى حالة «سُكر»، وبمناقشته أقر فى محضر الشرطة بأنه لم يقصد اقتحام الكمين وإصابة الضابط.