"فيسك": "الأسد" لم يعد مدرجا على القائمة الجديدة لأعداء أردوغان
الرئيس السوري-بشار الأسد-صورة أرشيفية
قال الصحفي البريطاني، روبرت فيسك، إن تصريحات أنقرة إثر التفجير الإرهابي في "جازي عنتاب"، كشفت عن قائمة الأعداء الجديدة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إذ لم يعد الرئيس السوري، بشار الأسد مدرجا على القائمة.
وأعاد فيسك، إلى الأذهان في مقالته الأخيرة بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن أردوغان في أعقاب العمل الإرهابي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا من ضيوف حفل زفاف كردي في "جازي عنتاب"، سارع إلى توجيه أصابع الاتهام لتنظيم "داعش" الإرهابي، باعتباره المشتبه به الأول في الوقوف وراء الهجوم.
وكشف محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، في تصريحات رسمية لاحقة، عن قائمة أوسع لأعداء تركيا، ووصف المسؤول مذبحة "جازي عنتاب" بأنها همجية، وهاجم تنظيمات إرهابية تستهدف تركيا، ومنها حزب "العمال الكردستاني"، "وداعش"، وأتباع الداعية التركي "فتح الله كولن".
ووصف فيسك، القائمة بأنها غريبة، مشيرًا إلى أن أنقرة أدرجت "الكردستاني" على القائمة نفسها بجانب "داعش"، في رد فعلها على مذبحة جديدة تستهدف الأكراد، موضحا أن الحكومة التركية تعتبر وحدات "حماية الشعب" الكردية التي تحارب في شمال سوريا جزءا من "العمال الكردستاني"، وهي نفس الوحدات التي كانت تتلقى المساعدات من سلاح الجو الأمريكي في حربها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشار الصحفي البريطاني، إلى أن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام، يكمن في عدم وجود اسم الأسد على تلك القائمة، على الرغم من محاولات أردوغان الدؤوبة لتصفية خصمه خلال السنوات الماضية، وكتب فيسك في مقالته: "لن يثق سوى القليل من الأتراك بوجود أي صلة مباشرة للنظام السوري بتفجير حفل الزفاف في "جازي عنتاب"، لكن يبدو أن السلطان أردوغان بعد رحلته إلى "سان بطرسبورج" الروسية، للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أدرك أن عليه أن يقلص عدد أعدائه، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وتابع فيسك قائلا، إن قادة المعارضة السورية المقيمين في تركيا يشعرون بقلق شديد من تقارير عن مفاوضات سرية تجري بين دمشق وأنقرة عبر وسطاء يثق بهم كلا الطرفين، مشيرا إلى تصريح صدر عن يلدريم قبل وقوع محاولة الانقلاب، حول أن تطبيع العلاقات مع سوريا أمر لا مفر منه.
وأضاف الصحفي البريطاني، أن حب أردوغان الجديد للأم روسيا، يأتي مقابل ثمن معين، معربا عن قناعته بأن بوتين بحث مع أردوغان خلال لقائهما في "بطرسبورج" علاقاته مع الأسد ودور تركيا في محاولات سحق الحكومة السورية التي تدعمها موسكو بقواتها المسلحة، وتساءل فيسك: "هل من الممكن أن يكون السلطان يفكر في استعادة صداقته القديمة مع أسد دمشق؟ كونوا واثقين، إنه يفكر في ذلك فعلا".
وأوضح فيسك في مقالته: "مهما كان أولئك الذين يريد أردوغان أن يتهمهم بالوقوف وراء تفجير "جازي عنتاب"، عليه أن يدرك أن هذه المذابح المتكررة بشكل دوري، جاءت كنتيجة مباشرة ناجمة عن قراره الشخصي الخاص بالانجرار في الحرب السورية.
لقد لعب لعبة المغازلة مع "داعش" وسمح لأتباعه بعبور الحدود التركية للانضمام للتنظيم، ومن ثم سمح لحيتان الأعمال في تركيا بشراء النفط الذي يصدره "داعش"، ومن ثم استأنف حربه مع الأكراد.
وبعد نجاته بأعجوبة من انقلاب خطط له جيشه بالتآمر مع حليفه السابق جولن الذي تحول إلى عدوه الرئيسي، يحكم أردوغان اليوم تركيا التي أصبحت تبدو أكثر تشابها مع باكستان بحيث تتحول يوما بعد يوم إلى مصدر رئيسي للجهاديين إلى أفغانستان".
وتابع الصحفي البريطاني قائلا:"مثل سوريا التي لن تكون أبدا مثلما كانت قبل الحرب، فلن تعود تركيا إلى حالتها السابقة حتى بعد انتهاء الصراع وسيكون من المثير أن نرى من سيشغل منصب رئيس تركيا عندما يأتي هذا اليوم".