ليلة دامية فى أمريكا: مقتل 5 ضباط.. ومظاهرات حاشدة ضد «الشرطة»
مظاهرات فى الولايات اﻟﻤتحدة الأمريكية ضد عنصرية الشرطة
سادت حالة من التوتر، أمس، أرجاء الولايات المتحدة بعد أن تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو يظهر اللحظات الأخيرة لمواطن أمريكى من أصول أفريقية يدعى آلتون ستيرلنج، قُتل برصاص شرطى أمريكى أبيض فى ولاية «مينيسوتا»، ما أثار من جديد قضية أعمال العنف العنصرية التى تمارسها الشرطة الأمريكية ضد المواطنين من أصول أفريقية، خصوصا أن الحادث يأتى بعد يوم تقريباً من مقتل المواطن الأمريكى الآخر فيلاندو كاستيل، وهو من أصول أفريقية فى ولاية «لويزيانا». وأعلنت وزارة العدل الأمريكية فتح تحقيق فيدرالى للمرة الثانية فى يومين، فى حوادث مقتل المواطنين على أيدى الشرطة. وأثار الفيديو الذى تداوله النشطاء حالة من الغضب العارم تجاه الشرطة الأمريكية، ما دفع المئات إلى الخروج فى أنحاء الولايات المتحدة للاحتجاج على عنف الشرطة، وتحولت الاحتجاجات فى مدينة «دالاس» بولاية «تكساس» الأمريكية إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة، قبل أن يقوم قناصة باغتيال 5 وإصابة 6 من رجال الشرطة خلال الاحتجاجات. وقال مسئولون إن الشرطة احتجزت ثلاثة أشخاص بعد الهجوم، بينما كانت تلاحق مشتبهاً به رابعاً، حيث جرى تبادل لإطلاق النار مع المشتبه الذى قال إنه زرع قنابل فى وسط المدينة، قبل أن يطلق النار على نفسه وينتحر. وقالت صحيفة «تليجراف» البريطانية، أمس، إن ما حدث كان يشبه «كميناً» منظماً أعده القناصة لرجال الشرطة، وكانوا يهدفون إلى قتل وإصابة المزيد منهم.
«أوباما»: تصرفات الشرطة ضد المواطنين من أصول أفريقية «ليست فردية».. والأمريكيون يشعرون بعدم المساواة
ولم يتضح الدافع وراء إطلاق النار الذى وقع خلال احتجاج فى وسط مدينة «دالاس»، وكان واحداً من عدة احتجاجات شهدتها مدن كبرى فى أنحاء الولايات المتحدة منذ فجر الخميس وحتى صباح أمس، احتجاجاً على عنصرية وعنف الشرطة. وألقت الشرطة فى «نيويورك» القبض على أكثر من 12 شخصاً خلال الاحتجاجات، بينما قطع المحتجون طريقاً رئيسياً فى شيكاجو لفترة قصيرة.
وقال ديفيد براون، رئيس شرطة «دالاس»، إن المهاجمين الذين تمركز بعضهم فى أماكن مرتفعة استخدموا بنادق قنص لإطلاق النار على أفراد الشرطة فيما يبدو أنه هجوم منسق. وأضاف، فى مؤتمر صحفى، أن «المهاجمين كانوا يطلقون النار معاً من بنادقهم وتمركزوا فى أماكن مرتفعة على شكل مثلث فى نقاط مختلفة بمنطقة وسط المدينة حيث انتهت المسيرة».
وفى «مانهاتن»، توجه الآلاف إلى ساحة «تايمز سكوير»، مرددين هتافات: «كفى» و«حياة السود مهمة» على اسم الحركة التى تعمل على وقف العنف الذى تمارسه الشرطة بحق الأمريكيين من أصول أفريقية، وشهدت مدن عدة فى الولايات المتحدة، من بينها العاصمة «واشنطن»، احتجاجات سلمية وسط دعوات لتحقيق العدالة والوحدة فى مواجهة «القوة المفرطة» من جانب الشرطة، حيث نظم المئات من الأمريكيين احتجاجات وقاموا بتنظيم مسيرات أمام البيت الأبيض و«الكونجرس» الأمريكى فجر أمس، احتجاجاً على التعامل الوحشى للشرطة مع المواطنين الأمريكيين، مرددين شعارات تؤكد أن حياة الأمريكيين من أصول أفريقية مهمة. وقال منظمو المسيرة، فى بيان، إن «الأمريكيين سئموا من وحشية رجال الشرطة وأعمال القتل الحمقاء». وأضاف البيان أن «هدف المسيرة هو التعبير عن التضامن والمطالبة بمحاسبة المسئولين المنتخبين، وتبنى سلسلة من الاختبارات والتقييم النفسى لرجال الشرطة وتدريبهم على منع تصعيد التوترات بدون عنف». وتجمع المئات أمام مقر إقامة حاكم ولاية مينيسوتا، احتجاجاً على مقتل فيلاندو كاستيل البالغ من العمر ٣٧ عاماً برصاص الشرطة فى «سان بول».
وأدان الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشدة مقتل الرجلين، فى تصريحات له عقب وصوله إلى بولندا، وقال إن «الأمريكيين السود أكثر عرضة للقتل برصاص الشرطة»، مشيراً إلى أن «هذه الأحداث ليست فردية بل دالة على نطاق واسع من أوجه التفاوت العنصرى»، مضيفا: «قطاع كبير من الأمريكيين يشعرون بعدم المساواة فى التعامل بسبب لون بشرتهم». ودعا أوباما إلى إصلاح «الشرطة الأمريكية»، مدافعاً عن مقترحات الإصلاح التى أعدها البيت الأبيض العام الماضى، داعياً جميع الولايات إلى الأخذ بها. وأعلنت السلطات الأمريكية إغلاق المجال الجوى لمدينة «دالاس» ومنع تسيير الطائرات فى المجال الجوى لها، فى إطار عمليات البحث والتمشيط حتى انتهاء الأزمة.
من جانبها، ذكرت شبكة «إيه.بى.سى» الأمريكية، أمس، أن «هذا الحادث هو الهجوم الأكثر دموية ضد سلطات إنفاذ القانون منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001». وأضافت، فى تقرير أمس، أن «اليوم الأكثر دموية لسلطات انفاذ القانون كان 11 من سبتمبر عام 2001، حيث لقى 71 من رجال الشرطة مصرعهم أثناء محاولتهم التجاوب مع الهجمات الإرهابية التى تعرض لها مركز التجارة العالمى فى مانهاتن».