«وانقسم الإخوان».. التيار الثالث: «وأعدوا».. يتبنى العنف المسلح ضد الدولة
بعض عمليات العنف التى مارسها الإخوان تجاه المؤسسة العسكرية «صورة أرشيفية»
بعيداً عن الطرفين المتصارعين على قيادة الإخوان والسيطرة على الجماعة ومفاتيحها وتوجيهها، هناك طرف ثالث يرفض الطرفين من الشباب والشيوخ، وإن كان يميل للشباب أكثر بحكم تقارب وجهات النظر من تبنى العنف والعمليات المسلحة.
قياداته مجهولون.. وبيانهم التأسيسى: نحن سياج الأمان ونعمل على عدم انحراف القيادات عن منهج الجماعة
وظهر التيار الثالث المعروف بـ«وأعدوا» نتيجة للصراع بين الطرفين، وصحب ظهوره الأول ضجة كبيرة، إذ إن البيان التأسيسى كان شبيهاً بغالبية بيانات التنظيمات التكفيرية فى سوريا والعراق التى لم يقترب منها الخطاب الإخوانى العلنى فى أصعب الظروف التى مرت على التنظيم، لكنهم لم يعلنوا عن أنفسهم، ولا يزالون مجهولين حتى الآن.
وجاء فى البيان التأسيسى لتيار «وأعدوا»: «نحن تيار بالجماعة ينادى بمشروعه الذى يراه المشروع الذى ابتُعثت له تلك الجماعة المجاهدة فى الأصل، نحن الصوت الضاغط والجاذب للمنبع وللمنهج دائماً، نحن سياج الأمان الذى يعمل على عدم انحراف القيادات عن منهج الجماعة الحقيقى الأصيل، ونحن لن نترك الجماعة أبداً، فإنها ليست ملكاً لأحد، ولن نسمح لأحد أن يقرر بفصل أحد منا أو إقصائنا أو تخريس أفواهنا».
وأضاف البيان: «نحن لسنا طرفاً فى الصراع الآنى بين قيادات الإخوان حتى الآن، ولكننا سنضغط لأجل تحقيق مطالبنا المُعلنة بغضّ النظر عما أفرزته الانتخابات من قيادات جديدة. وسنحترم قرارات الجماعة الشورية، ولكننا لن نسمح أبداً أن تنحرف الجماعة عن منهجها الجهادى الأصيل فى أى وقت من الأوقات وتحت أى مسمى من المسميات».
وتابع: «نحن جيل نعشق الحرية والنصر، وأن نُقتل خير لنا من أن نُسجن، لا نصبر على الظلم والظالمين بدعوى الصمود والاحتساب، اللهم فلن نموت بعد اليوم على أعواد المشانق، بل ستراق دماؤنا فى ساح الوغى والنضال والكفاح ونزال الطغاة، فليكن لدعوتنا أنياب ومخالب ودرع تحتمى به وقت النوازل، ولنأخذ بكل أسباب القوة والبأس».
وعدد البيان 5 مطالب موجهة للقيادات على جميع المستويات الإدارية والتنظيمية للجماعة: أولها إعداد مؤسسات القوة اللازمة لتأهيل الجماعة لخوض الصراع بصفته الدامية والشرسة بكفاءة وحرفية عالية تليق بمستوى الجماعة وريادتها، وتحقق للجماعة وللدعوة استحقاقات سطوتها وجعلها رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه فى معادلة موازين القوى العالمية والإقليمية.
وثانيها: تطوير مناهج التربية لدى الجماعة للخروج بأفرادها من مرحلة فقه الاستضعاف إلى مرحلة الجهاد والنصر وبناء الدولة والتمكين، وثالثها: تبنى الرؤية الثورية فى الخيارات الاستراتيجية للجماعة، ودعم العمل الجهادى والنوعى لتحقيق سنّة التدافع، وذلك كله وفق خُطة مُحكمة تضمن تحقيق العدالة والرشد فى الحراك الجهادى، ورابعها: تطوير الخطاب الجماهيرى للجماعة بما يناسب المرحلة الجديدة التى تعيشها الأمة والجماعة على حد سواء، وبما يؤصل صورة ذهنية تردع الخصم وتجذب الجماهير الفاعلة وتحرض على النضال، وخامسها التخلى عن تعامل الجماعة مع نفسها بطريقة محلية وقُطرية فى حين يعاديها الجميع بسبب أنها جماعة عابرة للحدود.
من جهته، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه من الطبيعى أن يظهر جيل من الإخوان يتبنى العنف المسلح صراحة، وهذه طبيعة الإخوان، فمنها قطاع واسع يرى أن العنف السبيل الوحيد لحل أزماته، كما حدث فى أزمات الإخوان سابقاً، موضحاً أن هذا القطاع ربما ينفذ مجموعة من العمليات، لكنه لا يمكن أن يستمر طويلاً، لأن سياسة الجماعة على طول تاريخها تبنى موقف المظلومية وقت الأزمات كما حدث أيام عبدالناصر وأيام مبارك، لاستقطاب الشعب.