الناطق باسم «البنيان المرصوص»: 5 كيلومترات تفصلنا عن «سرت»
العميد محمد الغصري
قال العميد محمد الغصرى، الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة «الوفاق الوطنى» الليبية، إن «نحو 4 أو 5 كيلومترات تفصل القوات عن مدينة سرت الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش»، مؤكداً أن الخوف على أرواح المدنيين هو ما يوقف تقدم تلك القوات. وأضاف «الغصرى» أن «داعش استخدم أكثر من 20 سيارة مفخخة أسقطت 100 شهيد من القوات».
العميد «الغصرى» لـ« »: «داعش» يستخدم «الانتحاريات».. والخوف على حياة المدنيين يوقف تقدمنا
■ بداية، ما النتائج التى حققتها عمليات «البنيان المرصوص» حتى الآن؟
- نجحت قوات عمليات «البنيان المرصوص» فى طرد تنظيم «داعش» الإرهابى من قاعدة «القرضابية» الجوية الهامة القريبة من «سرت» الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى، المسافة من كوبرى «السدادة» وقاعدة «القرضابية» حوالى 160 أو 170 كيلومتراً، هذه المنطقة تقدمت فيها قواتنا بالكامل.
■ وهل هذه المسافة تابعة لمدينة «سرت» نفسها؟
- نقصد أن المسافة التى قطعتها قواتنا فى التقدم نحو «داعش» فى «سرت» حوالى 160 كيلومتراً، من تمركزنا فى أجدابيا إلى عند «سرت» مسافة 170 كيلومتراً شرقاً، انطلقنا من كوبرى «السدادة» وحررنا منطقة «أبوقرين» و«الوشكة»، ثم دخلنا نحو «سرت»، وهذه المسافة طولها حوالى 160 كيلومتراً.
■ ما الاستعدادات التى اتخذها «داعش» فى مواجهة تقدم قواتكم؟
- التنظيم عدو عالمى خطير، ومن الطبيعى أن يستخدم أكثر من 20 سيارة مفخخة، نتج عنها استشهاد أكثر من 80 من قوات «الجيش»، وكلها من السيارات المتفجرة والألغام، ووصل الآن عدد الشهداء إلى نحو 100 من قواتنا، لكن فى المقابل خسائر العدو كانت أكثر بكثير. وأبلغتنا المدفعية، أمس الأول، بأن أكثر من 34 من عناصر «داعش» سقطوا بين قتيل وجريح.
«التنظيم» استخدم أكثر من 20 سيارة مفخخة أسقطت 100 «شهيد» من قواتنا
■ وهل يمكن القول إن قواتكم باتت على بُعد نحو 10 كيلومترات من «سرت»؟
- دخلنا أطراف «سرت»، وما يفصلنا عنها تقريباً نحو 4 أو 5 كيلومترات فقط. نحن داخل مدينة «سرت»، نحن بدأنا فتح الطرق لمدينة «سرت»، ولا نرغب فى دخول المدينة الآن، لأن هناك مدنيين، وبالتالى ستكون المعركة صعبة بالنسبة لنا، ونحن نخاف على أرواح المدنيين.
■ هل القوات والأسلحة التى لديكم كافية لحسم المعركة فى مواجهة التنظيم؟ أم أنتم بحاجة إلى دعم دولى؟
- الحقيقة أن الدعم الدولى مهم جداً جداً، نحن نواجه الألغام التى زرعها التنظيم، ولدينا مخاوف أن تحصد هذه الألغام أرواح الجيش، أو المدنيين. الآن جميع المناطق التى انسحب منها تنظيم «داعش» كلها ألغام. وما أخّرنا فى السيطرة الكاملة حتى ما بعد قاعدة «القرضابية» الجوية، وجود الألغام، وأمس الأول، من فريق الهندسة استشهد الضابط عبدالسلام النجار وهو يقوم بعمليات تفكيك لتلك الألغام.
■ وفق المعلومات التى تصل إليكم، كيف تسير الحياة الآن فى «سرت»؟
- الحياة فى «سرت» شبه ميتة، محاصرون من كل الاتجاهات، فرّج الله على أهالى المدينة، لا يوجد اتصالات هاتفية ولا كهرباء، لا يوجد مؤسسات دولة، ولا يوجد سيولة فى المصارف، لا دراسة، وكل شىء متعطل.
■ ما حقيقة اتخاذ «داعش» المدنيين دروعاً بشرية فى «سرت» وتجنيده الأطفال والنساء مؤخراً؟
- «داعش» يجند الأطفال والنساء، كذلك يستخدم المدنيين دروعاً بشرية، اليوم دخلنا إلى قاعدة «القرضابية» وحررناها من سيطرة «داعش» الإرهابى، ولكن يوجد مدنيون فيما بعدها، وهذا ما أوقف تقدمنا.
■ أمام تقدم قوات «البنيان المرصوص»، ما الخطط البديلة التى سيلجأ إليها التنظيم الإرهابى؟
- تنظيم «داعش» الآن زرع أكثر من 20 سيارة مفخخة، وحسب المعلومات التى تصلنا فإنه يمكن أن يستخدم النساء والأطفال فى تفجير أنفسهم وفى استهداف الجيش، واحتمال أن يستخدمهم. والنساء رأينا منهن من ارتدت الأحزمة الناسفة ودخلن المعركة ضد قواتنا مع تنظيم «داعش» بالفعل.
■ وهل هذا ما دفعكم لإعلان «سرت» منطقة عسكرية مغلقة؟
- نعم، لهذا أعلنا منطقة «سرت» منطقة عملية مغلقة، لمنع خروج المدنيين فى الاشتباكات مخافة أن يكون من بينهم من يقوم بتفجير نفسه. والتنظيم بدأ الاعتماد على الانتحاريات.
■ كم من الوقت ستأخذ معركة «سرت»؟
- لو خرج المدنيون من «سرت» لن تأخذ منا وقتاً كثيراً، بضعة أيام فقط وسنطرد ذلك التنظيم من المدينة، ولكن كما قلت لك فى السابق مشكلتنا أننا لا نريد ضحايا مدنيين فى هذه المعركة، وإن شاء الله لن يكون هناك ضحايا من المدنيين. الآن نبدأ فى فتح ممرات للمدنيين، ولكن نخشى أنه بفتح تلك الممرات يستخدمها «داعش» فى تفخيخ السيارات.